الفهرس
السلطان محمود الثاني هو واحد من أهم سلاطين الدولة العثمانية الإصلاحيين والذي شهد عهده العديد من القرارات الهامة التي غيرت من شكل الإمبراطورية.
شهد عصر السلطان محمود خسارة الدولة العثمانية لليونان والجزائر، إضافة إلى تمرد الوالي محمد علي باشا.
نسب وعائلة السلطان محمود الثاني
ينتسب السلطان محمود الثاني إلى العائلة العثمانية حيث أن اسمه بالكامل حتى أرطغرل غازي هو:
محمود الثاني بن عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل.
تزوج السلطان محمود الثاني 16 زيجة وهن:
- بزم عالم سلطان
- برتفنيال سلطان
- خوشيار قادين
- خاشوب خان قادين
- عليجاناب قادين
- قمرفار قادين
- نيف فيدان قادين
- ديل سيزا
- ميسليناياب قادين
- نور تاب قادين
- إبروريفتار قادين
- بيرفيزيفيليك قادين
- حسن ملك هانم
- تريال هانم
- زيرنيكار هانم
- ليبريزيفيليك
حياة السلطان محمود الثاني قبل الحكم
ولد الأمير محمود الثاني في 20 يوليو 1785، في شهر رمضان. للسلطان عبد الحميد الأول وزوجته ناكشيديل سلطان.
حبس الأمير محمود في القصر بعد وفاة والده وأمر أخوه غير الشقيق مصطفى الرابع بإعدامه لنزع فتيل التمرد.
حاول السلطان مصطفى الرابع تأمين حكمه بتصوير نفسه على أنه الوريث الوحيد لعائلة آل عثمان ولذلك فقد أمر بإعدام شقيقيه محمود الثاني وسليم الثالث.
كان هنالك تمرد كبير يسعى المتمردون فيه إلى تطبيق الإصلاحات التي كان يريد السلطان التراجع عنها.
نجحت قوات السلطات في إعدام سليم الثالث ولكن الأمير محمود الثاني نجح في الهرب والاختباء ليظهر بعد ذلك ويعزل السلطان مصطفى بمساعدة المتمردين ليتولى الحكم.
فترة حكم السلطان محمود الثاني
تمرد الإنكشارية
صعد السلطان محمود الثاني إلى عرش الدولة العثمانية في عام 1808 وهو في سن الـ23، وبدأ بالإصلاح الحربي حيث كلف الصدر الأعظم مصطفى البيرقدار بإصلاح أحوال الإنكشارية وإجبارهم على اتباع النظم الحربية.
شهدت بداية حكم السلطان محمود الثاني ثورة كبيرة قام بها الإنكشارية اعتراضًا على محاولة السلطان تنظيم تشكيلاتهم.
حاولت قوات الإنكشارية إعادة السلطان مصطفى الرابع إلى الحكم والذي كان معارضًا للإصلاحات، حيث أضرم الإنكشارية النار في السرايا الحكومية وقتل الصدر الأعظم محروقًا أثناء محاولته القضاء على العصيان.
اضطر السلطان أن يُلغي الإصلاحات بشكل مؤثت بعد أن أشعل الإنكشارية النار في اسطنبول.
قضى السلطان محمود الثاني على الإنكشارية بعد ذلك في الواقعة المشهورة بالواقعة الخيرية.
القضاء على الإنكشارية
بدأ السلطان محمود الثاني محاولات لتشكيل جيش حديث على غرار الجيوش الأوروبية، تمرد الإنكشاريون اعتراضًا على هذه الفكرة في شوارع العاصمة.
أمر السلطان محمود الثاني قوات السباهي بالهجوم على الإنكشارية وإعادتهم إلى ثكناهم، ووفقًا لما أورده المؤرخون فإن السلطان محمود الثاني قد أخرج البردة النبوية الشريفة من الأمانات المقدسة بقصد جمع المؤمنين حول فكرة التخلص من الإنكشارية.
نجحت قوات السباهي مع الأهالي الذين كرهوا ظلم الإنكشارية وحرقهم للعاصمة في إعادة الإنكشارية إلى ثكناتهم، لتطلق عليهم المدفعية طلقات عديدة أسفرت عن مقتل 4000 جندي.
قتل المزيد من الجنود في شوارع العاصمة وهرب الناجون من الإنكشارية أو سجنوا وصادر السلطان جميع ممتلاكتهم ليتم القضاء على الإنكشارية بشكل تام.
الإصلاحات العسكرية
أدخل السلطان محمود الثاني العديد من الإصلاحات العسكرية أهمها:
- إدخال نظام التجنيد الإجباري
- إرسال الضباط في بعثات إلى الخارج
- استقدام ضباط من بروسيا لتدريب القوات
- إعادة فتح المدرسة البحرية وبناء ثكنات للبحرية
- إنشاء المدرسة البحرية للطلاب المتفوقين
- إنشاء سفينة المحمودية والتي كانت أكبر سفينة في العالم لفترة طويلة حيث أدارها أكثر من ألف بحار وحملت 128 مدفعًا.
- إدخال السفن التي تعمل بالبخار إلى البحرية العثمانية.
الإصلاحات التعليمية
أدخل السلطان محمود الثان العديد من التعديلات على نظام التعليم، حيث أنشأ مدارس ابتدائية كانت تسمى “صبيان مكتبي” لتعليم القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية والهجاء التركي.
كما أنشأ السلطان أيضًا مدارس ثانوية والتي كانت تسمى “مكتب رشدية” لتعليم الرياضيات والجغرافيا والتاريخ.
وأنشأت في عهد السلطان محمود الثاني مدارس كانت تعد طلابها للالتحاق بمدارس الطب والبحرية والزراعة والهندسة.
اهتم السلطان أيضًا بمدرسة تعليم اللغات والتي تم إنشاؤها في عهد السلطان مصطفى الرابع لتخرج المترجمين واللذين التحقوا بالسفارات.
أرسلت الدولة العثمانية في عهد السلطان محمود الثاني العديد من البعثات التعليمية إلى باريس ولندن لتعلم الفنون والعلوم الحديثة، حيث كان يرافق الطلاب سفير السلطان ويكتب تقارير عن مستواهم الدراسي.
ومن الإصلاحات التعليمية أيضًا تجديد المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة.
تغييرات اجتماعية
شهد عهد السلطان محمود الثاني تغيرات في المجتمع العثماني، حيث استحدث السلطان لباسًا يشبه اللباس الأوروبي واستبدل العمامة والتي كانت منتشرة كغطاء للرأس بالطربوش.
كان الطربوش يتم ارتداؤه من رعايا الدولة العثمانية في الأفلاق والبغدان “رومانيا حاليًا” حيث أن السلطان أجبر موظفي الدولة المدنين والعسكريين على ارتداء الملابس الجديدة في أماكن عملهم.
إضافة إلى ذلك، فقد وضع السلطان الأوقاف تحت إشرافه وألغى الأوقاف الصغيرة وضمها إلى أملاك السلطان.
الحرب العثمانية السعودية
شهد عهد السلطان محمود الثاني اضرابات ف الحجاز، حيث أن الإمام عبد الله بن سعود قد أنشأ الدولة السعودية الأولى في الدرعية ونجح في السيطرة على مكة والمدينة وجدة.
أمر السلطان والي مصر محمد علي باشا بالقضاء على الدولة السعودية الأولى، ليتوجه جيش عثماني مصري إلى الحجاز ويتمكن من استعادة مكة والمدينة إلى الخلافة العثمانية.
استمرت الحرب العثمانية السعودية إلى أن وصل الجيش المصري العثماني بقيادة ابن محمد علي باشا إلى العاصمة الدرعية، ليستسلم عبد الله بن سعود الكبير.
أرسل محمد علي باشا، ابن سعود إلى الأستانة ليتم إعدامه بفتوى من شيخ الإسلام لخروجه عن الحاكم وعصيانه.
انفصال اليونان
اشتعلت الحرب اليونانية العثمانية في عهد السلطان محمود الثاني، حيث ثار اليونانيون بدعم من الدول الأوروبية.
أمر السلطان محمود الثاني بإرسال دعم من والي مصر محمد عالي باشا والذي أرسل 17 ألف جندي مصري إلى اليونان.
اجتمع العساكر المصريون والعثمانيون مع البحرية المصري والعثمانية حيث نجح التحالف في قهر التمرد اليوناني.
اجتمعت روسيا وفرنسا وإنجلترا في حلف كان يهدف إلى فصل اليونان عن الدولة العثمانية حيث جهزت فرنسا جيشًا بريًا استعاد اليونان من قوات محمد علي باشا.
إضافة إلى ذلك دمرت أساطيل الحلف الأوروبي الأسطولين المصري والعثماني في معركة نافارين البحرية.
احتلال الجزائر
استغلت فرنسا ضعف الدولة العثمانية بعد تدمير جزء كبير من أسطولها البحري في معركة نافارين لتحت ولاية الجزائر.
لم تتمكن الدولة العثمانة من الدفاع عن الجزائر بسبب بعد المسافة وعدم وجود قوات بحرية لنقل المعدات والجنود.
تمرد محمد علي باشا
أراد محمد علي باشا إسقاط الدولة العثمانية واستبدالها بإمبراطورية علوية، حيث استغل الوالي ضعف الدولة العثمانية بعد الهزيمة أمام اليونان، وفرنسا في الجزائر.
تمكن محمد علي باشا من السيطرة على الشام بعد هزيمة الجيش العثماني، وتقدم بعد ذلك إلى جبال طوروس ثم إلى الأناضول حتى وصل إلى مدينة قونيا.
انتهى تمرد الوالي بعد تدخل الدول الإوروبية وروسيا، حيث أبرمت هذه الدول معاهدة دفاع مع الدولة العثمانية، ليتم ترسيم الحدود بين الطرفين.
عادت الحرب إلى الاشتعال مجددًا في نهاية حكم السلطان محمود الثاني حيث كانت معركة نصيبين من أهم المعارك التي انتصر فيها محمد علي باشا في عام 1839م.
وفاة السلطان محمود الثاني
توفي السلطان محمود الثاني بعدوى السل في عام 1839م حيث نقل إلى أحد ضواحي اسطنبول للاستشفاء إلى أنه وافته المنية وهو في الرابعة والخمسين من العمر ليخلفه ابنه السلطان عبد المجيد الأول.