Sultán Abdul Majid I

يعتبر السلطان عبد المجيد الأول من أهم سلاطين الدولة العثمانية الذين حاولوا إدخال تعديلات على جسد الإمبراطورية.

تميز عهد السلطان بصعود الحركات القومية، إضافة إلى محاولات للتحالف مع القوى الأوروبية الغربية وتطبيق إصلاحات التنظيمات.

نسب وعائلة السلطان عبد المجيد الأول

ينتسب السلطان عبد المجيد الأول إلى العائلة العثمانية حيث أن اسمه بالكامل حتى أرطغرل غازي هو:

عبد المجيد الأول بن محمود الثاني بن عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل.

تزوج السلطان عبد المجيد الأول 17 زيجة وهم:

  • تيرمشكان السلطانة
  • شوق فضة سلطان
  • كل جمال أفندي
  • شائستة خانم‎
  • ورد جنان قادين
  • بيريستو قادين
  • كلستو خانم
  • دزددل قادين
  • بزم آرا خانم
  • مهيتاب قادين أفندي
  • نكهت سزا خانم
  • ناوك مثال خانم أفندي
  • زين الفلك خانم
  • جيلان يار خانم
  • نركزو خانم
  • نالان دل خانم‎
  • نسرين خانم

نشأة السلطان عبد المجيد

ولد السلطان عبد المجبد الأول 25 أبريل 1823 للسلطان محمود الثاني والسلطانة بزم عالم في اسطنبول.

تلقى السلطان عبد المجيد الأول العثماني تعليمًا أوروبيًا بامتياز، حيث أنه تحدث اللغة الفرنسية بطلاقة ويعتبر اول سلطان عثماني يتمكن من تحدث الفرنسية .

كان السلطان مهتمًا بالأدب والموسيقى الكلاسيكية، وتلقى تعليمه في القصر مثل معظم الأمراء في ذلك الوقت.

اشتهر الأمير عبد المجيد برغبته في إدخال إصلاحات وتعديلات على الدولة العثمانية مثل والده محمود الثاني، حيث كان الأمير اللشاب يتطلع إلى تحديث الإمبراطورية.

فترة حكم السلطان عبد المجيد

الأزمة المصرية

تولى السلطان عبد المجيد الحكم في الثاني من شهر يوليو في عام 1839، حيث كان يبلغ من العمر 16 عامًا فقط.

كانت الدولة العثمانية في حالة حرجة في الوقت الذي تولى فيه عبد المجيد الحكم، حيث كانت الحرب المصرية العثمانية في أوجها.

مع بداية حكم السلطان عبد المجيد، كانت الدولة العثمانية قد خسرت معركة برية كبيرة أمام جيش الوالي المصري الثار محمد علي باشا، كما خسرت الدولة أيضًا أسطولها البحري والذي سلمه القبطان أحمد فوزي باشا إلى الإسكندرية.

كان من أوائل أعمال السلطان، هو تولية منصب الصدر الأعظم لخسروف باشا والي مصر السابق، وبعد ذلك عملت الدولة على الاتفاق مع الحلفاء الأوروبين على حل مشترك للأزمة المصرية.

مع دخول عام 1841، تم حل الأزمة المصرية ليصدر السلطان عبد المجيد الأول فرمانًا بتولية محمد علي حكم مصر.

مجاعة أيرلندا الكبرى

وصلت أنباء مجاعة أيرلندا الكبرى إلى السلطان عبد المجيد الأول، والتي تسببت في هلاك أكثر من ربع سكان أيرلندا.

قرر السلطان على الفور إرسال مبلغ 10 آلاف جنيه استرليني لنجدة فقراء أيرلاندا، وهو ما تعتبرته الملكة فيكتوريا “ملكة المملكة المتحدة وبريطانيا العظمى في ذلك الوقت” مبلغًا كبيرًا، حيث أنها تعبرت بمبلغ ألفين جنيه استريليني فقط.

طلبت الملكة فيكتوريا من السلطان تخفيض تبرعه لأن لا يكون أكثر من المبلغ الذي تبرعت به، ليرسل السلطان مبلغ ألف جنيه استرليني نقدًا مع سفن محملة بأطعمة.

منعت البحرية البريطانية السفن العثمانية من الوصول إلى أيرلندا لتقوم السفن العثمانية بمناورة في الليل لتتمكن من الرسو في ميناء دورغيدا.

اعتمد فريق درودا يونايتد الأيرلندي شعار الهلال والنجمة الخاص بالخلافة العثمانية شعارًا للنادي، وذلك كتكريم وعرفان لجهود الإغاثة التي قامت بها الدولة العثمانية في أيرلندا.

مساعدة الدولة العثمانية مجاعة ايرلندا

الإصلاحات الداخلية

كان أكبر إنجازات السلطان عبد المجيد هو تطبيق الإصلاحات التي أعلنها والده محمود الثاني، حيث أصدر السلطان الخط الهمايوني وخط كلخانة.

كانت أبرز الإصلاحات التي أدخلتها الدولة في عصر السلطان عبد المجيد:

  • إصدار أول أوراق ورقية عثمانية
  • إعادة تنظيم الجيش ، بما في ذلك إدخال التجنيد الإجباري وتعيين سقفه بخمس سنوات
  • اعتماد النشيد الوطني العثماني والعلم الوطني العثماني
  • إعادة تنظيم النظام المالي وفق النموذج الفرنسي
  • إعادة تنظيم القانون المدني والجنائي وفق النموذج الفرنسي
  • إعادة تنظيم نظام المحاكم ، وإنشاء نظام للمحاكم المدنية والجنائية مع كل من القضاة الأوروبيين والعثمانيين.
  • تأسيس مجلس المعارف العمومية والذي كان النموذج الأولي للبرلمان العثماني الأول
  • إنشاء مؤسسة مجلس التعليم العام
  • إنشاء وزارة التربية والتعليم
  • إدخال التنطيمات
  • التخطيط لإلغاء أسواق الرقيق وحظر العبودية
  • التخطيط لبناء كنيسة صغيرة بروتستانتية
  • إنشاء الجامعات والمعاهد الحديثة
  • انشاء مدرسة عثمانية في باريس
  • إلغاء بعض الضراءب التي فرضت تعريفات أعلى على غير المسلمين
  • سُمح لغير المسلمين بأن يصبحوا جنودًا في الجيش العثماني
  • إصدار قوانين جديدة للأراضي تؤكد حق الملكية

حرب القرم

دخلت الدولة العثمانية حرب القرم ضد روسيا بسبب مطامع روسيا في أراضي الإمبراطورية إضافة إلى الدخل في الشؤون الداخلية للدولة.

أبرمت الدولة العثمانية اتفاقية دفاع مشترك مع إنجلترا وفرنسا، لتتدخلا في الحرب لصالح العثمانيين.

تركزت المعارك في القوقاز والبحر الأسود، استطاع الحلفاء العثمانيون والإنجليز والفرنسيون من احتلال سيفاسوبول، فيما سيطر الروس على ولاية قارص.

في عام 1856 عقدت الدولة العثمانية وروسيا اتفاقية باريس للسلام والعودة إلى حدود ما قبل الحرب.

أرهقت حرب القرم خزينة الدولة العثمانية بشكل كبير، حيث استدان العثمانيون أول قرض خارجي في التاريخ لتسديد النفقات العسكرية بقيمة 75 مليون فرنك فرنسي.

حرب القرم بين روسيا والدولة العثمانية
جنود بريطانيين في اسطنبول قبل التوجه إلى المعارك لمساعدة الدولة العثمانية

بناء قصر دولمابهشة

يعتبر قصر دولما بهجة من أهم المعالم المعمارية التي تم بناؤها في عصر السلطان عبد المجيد حيث أنه أول قصر على الطراز الأوروبي في اسطنبول.

شيد السلطان عبد المجيد القصر بين عامي 1843 و 1856، بتكلفة خمسة ملايين ليرة ذهبية عثمانية، أي ما يعادل 35 طنًا من الذهب. تم استخدام أربعة عشر طناً من الذهب لتزيين السقف الداخلي للقصر.

كلف القصر خزينة الدولة مبالغ مالية كبيرة تم صرفها أثناء خوض حرب القرم.

قصر دولمابهشة

وفاة السلطان عبد المجيد

توفي السلطان عبد المجيد بمرض السل (مثل والده) عن عمر يناهز 38 عامًا في 25 يونيو 1861 في اسطنبول، ودفن في مسجد يافوز سليم ، وخلفه أخوه الأصغر غير الشقيق السلطان عبد العزيز، ابن بيرتفنيال سلطان.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *